لماذا يدمرون تمثال الجندي المجهول في غزة؟



إن القلب يدمي والعين تدمع لما آلت إليه الأمور في غزة.

لتمثال الجندي المجهول رمزية ومكانة غالية في قلبي، من المؤسف ألا يدركها الجيل الجديد من الفلسطينيين في غزة، ومن المثير للغضب أن يتجاهلها ولاة الأمر في قطاع غزة، بل وأن يسعوا إلى تدميرها -كغيرها من رموزنا الوطنية- مع سبق الإصرار والترصد.

غالبية أبناء القبيلة الخضراء في غزة لا يحبون علم فلسطين بألوانه الأربعة ويفضلون علمهم الأخضر بدلا عنه، ويجهرون بذلك بلا استحياء.
لا يحبون الكوفية الفلسطينية التي هي رمز فلسطين في العالم أجمع، ولا الأغنية التي يدعونا فيها محمد عساف إلى تعليتها واللولحة فيها.
لا يحبون الدبكة، ويرونها مجرد رقصة تدعو إلى الاختلاط وهز الأكتاف ولا داعي لذكر أشياء أخرى يقولونها بفجاجة عن الدّبيكين والدّبيكات.
ولن أستغرب إذا اتضح أنهم لا يحبون التطريز الفلاحي وارتداء النساء للأثواب المطرزة بالألوان المبهجة.
هذه أفكارهم، إن افترضنا أنهم يفكرون.

بالعودة لتمثال الجندي المجهول.
لقد كُسر التمثال المسكين على أيديهم البغيضة عدة مرات، معتبرينه مجرد "صنم" كأنه مصنوع من أقراص العجوة.. جروه في الشوارع كما فعلوا بالخونة..
متناسين أو متغابين عن الرمزية التي يمثلها الجندي المجهول، الذي يحمل بندقية بيده اليمنى، وتشير يده اليسرى نحو القدس، إيماناً بفكرة الكفاح المسلح الذي سيؤدي للتحرير، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
تلك الرمزية التي أدركها الاحتلال وسعى بسببها إلى تدمير التمثال بمجرد استيلائه على قطاع غزة عام 1967.

تشويه قاعدته الرخامية الذي حدث مؤخرا، وتدمير التمثال للمرة الديشليون يمثل نهجاً ثابتاً لدى أبناء القبيلة الخضراء، بتشويه كل شئ جميل نحبه في غزة.
وبالنسبة لي كواحدة من المغتربين، أشعر أن المدينة التي أحب تتغير شيئا فشيئا على أيديهم ومع طول مدة بقائهم، وأخشى أن يتحول هاجس فيروز من "فزعانة يا قلبي أكبر في الغربة وما تعرفني بلادي" إلى الفزع من أن أكبر في الغربة ولا أستطيع أن أعرف بلادي ولا ناس بلادي.

لقد دمّرتم قضيتنا بصراعكم على السلطة، واستفدتم من آلام هذا الشعب ومازلتم تقولون ألا من مزيد، وأوصلتمونا لحافة اليأس فأصبحنا إما مهاجرين وإما راغبين في الهجرة..
فاتركوا لنا في بلادنا شيئا نحبه!


لماذا يدمرون تمثال الجندي المجهول في غزة؟ لماذا يدمرون تمثال الجندي المجهول في غزة؟ تمت مراجعته من قبل علا من غزة في مارس 05, 2019 تقييم: 5

هناك 15 تعليقًا:

  1. حسبنا الله ونعم الوكيل في هذه الطائفة من تجار الدين !!
    كفاهم خزياً أنهم مُخترقون حتى النخاع من العدو الصهيوني ،حتى بتنا لا نستبعد أن كبار قياداتهم هم عملاء للموساد

    ردحذف