يوروفيجن.. بين دعوات المقاطعة ورفع علم فلسطين



من يومين كان فيه مسابقة موسيقية عالمية اسمها Eurovision بتصير كل سنة في دولة والسنة هادي كانت مقررة في تل أبيب.. ومن أشهر كان فيه حملة لمقاطعة المسابقة بقيادة حركة مقاطعة إسرائيل BDS (وكنت كتبت عنها في السابق هذا المقال التعريفي، وهي باختصار حركة تسعى لمقاطعة اسرائيل في كافة المجالات الفنية والثقافية والاقتصادية والأكاديمية، الخ، بالإضافة لفرض العقوبات وسحب الاستثمارات)، وكان من ضمن مطالب حركة المقاطعة أن تعتذر الفرق الأوروبية عن حضور المسابقة، وأن تمتنع الفنانة العالمية (مادونا) عن زيارة تل أبيب وعن الغناء كمطربة رئيسية في الاحتفال.

أنا بصراحة من المعجبين بفكرة BDS، وبحس إنها حركة نبيلة لأنها تعتمد على وسائل فعالة ممكن بالفعل قياس تأثيرها وأثبتت نجاحها في حالة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا مثلا.
ولكن ما حدث خلال الاحتفال بالتحديد من فريق (هتاري) من آيسلندا ورفعهم لعلم فلسطين وعلامة النصر على الشاشة، وما تلا ذلك من هجوم وانتقاد من بعض الناشطين والبيان الرسمي لحركة BDS الرافض لهذا الفعل الرمزي كان يستدعي وقفة.



البيان بيرفض فعل رفع العلم، وبيقول أن كان من الأولى بالفنانين مقاطعة الاحتفال من الأساس والامتناع عن تقديم العرض الفني تبعهم في تل أبيب لو عايزين يثبتوا تضامنهم مع النضال الفلسطيني!

من وجهة نظري البسيطة والمتواضعة، مع احترامي لحركة BDS، إن هذا الانتقاد والتخشّب في المواقف هو نفس نمط التفكير الي بيحكم على الناس تبقى نسخ من بعض.. وكأن المقاطعة لها شكل واحد وفقط زي ما هناك من يقول أن المقاومة لها الشكل الفلاني وفقط، وبيطلب من الناس يعملوا الأشياء على طريقتهم وفقط، وغير هيك بيكون غلط ومش مقبول وغير مرحّب به!

احنا في صراع مستمر متعدد الأوجه مع الاحتلال الاسرائيلي، وبالمقابل احنا محتاجين لمختلف أنواع وأشكال التضامن الممكنة، وكل متضامن من حقه يحدد طريقة تضامنه يا جماعة!

ومش لازم ننسى أن بوقت من الأوقات كان الجيش الاسرائيلي بيحبس أي حد بيرفع العلم الفلسطيني في المناطق المحتلة..فا يوم ما يجي حدا يرفع العلم في وسط احتفال بيشاهده الملايين حول العالم ومن وسط تل أبيب نيجي نقول له، ما بدي، الفعل الرمزي تبعك مضر وكان لازم ماتيجيش اصلا.. مش فاهمة وجهة النظر بصراحة ومش قادرة اتعاطف معها.

وفي سياق اوسع شوية، بشوف إن هناك -مع الأسف- حالة من التيبس والتعنت ونشافة الراس عند التيارات الفلسطينية المختلفة، نفس النمط في التفكير مهما اختلفت المسميات.. موجود عند اليساريين وعند الإسلاميين وعند أنصار المقاومة المسلحة وعند منظّري المقاطعة.. وفيه حالة من التحفز عند كل طرف عند ما يسمع أو يقرأ رأي مخالف لرأيه، الكل بيشعر فيها عند كل احتكاك على مواقع التواصل الإجتماعي.

القليل من المرونة وتقبل الآراء يا جماعة، يرحمنا ويرحمكم الله.

يوروفيجن.. بين دعوات المقاطعة ورفع علم فلسطين يوروفيجن.. بين دعوات المقاطعة ورفع علم فلسطين تمت مراجعته من قبل علا من غزة في مايو 20, 2019 تقييم: 5

هناك 29 تعليقًا:

  1. كلام جميل ومعقول جدا

    ردحذف
  2. أنا من أنصار المقاطعة التامة طبعا، بس وقت ما يحصل فعل زي ده ما انكروش، بالعكس اشكره المفروض

    ردحذف
  3. "If you would like to take a good deal from this post then you have to apply such strategies to your won blog."

    타이마사지

    ردحذف
  4. titanium machining - TITANWOOD TIGER - Titanium Arts
    TIANWOOD TIGER. titanium watch Our original ceramic titanium pry bar tile pattern will bring you oakley titanium glasses new and exciting apple watch titanium features that titanium white dominus price will suit all the sizes of your

    ردحذف