هذه قصة واحدة من آلاف من البشر الذين يعيشون معنا في هذا العالم. اللاجئون والباحثون عن حياة أفضل مكان آخر غير بلادهم.
الرواية عن قصة حياة العدّاءة الصومالية سامية عُمر، التي تركت بلادها بسبب مجموعة متطرفة تحكم البلاد بالحديد والنار، وأرادت أن تحقق حلمها بأن تصبح رياضية محترفة. سافرت لتمثل بلادها الغارقة في الحرب في أولمبياد بكين عام ٢٠٠٨، بلا تدريب محترف، بلا إمكانيات، بلا نظام غذائي سليم، بلا عضلات، فوصلت الأخيرة في سباق ٢٠٠ متر.
ولدى عودتها للصومال، ويئسها من حدوث أي تغير في واقعها من فقر وعوز، أو واقع البلاد الواقعة تحت رحمة المسلحين والمتطرفين، قررت أن تهاجر كفرصة وحيدة لتحقيق حلمها الأولمبي في لندن ٢٠١٢.
كانت قد قاومت كثيرا فكرة الهجرة، ثم اقتنعت بأن مقاومتها لن تغير في الأمر شيئا. لا الحرية ولا السلام ولا التقدم ممكن حين يكون الحكّام متخلفون.
في الجزء الثاني من الرواية، يروي المؤلف على لسان سامية ما تعرضت له من مصاعب تدمي القلب خلال فترة سفرها، وتهريبها، عبر الصحراء، مع المئات من المهاجرين الأفارقة، من الصومال إلى أثيوبيا إلى السودان وصولا إلى ليبيا، حيث حملها قارب ممتليء عن آخره بالعشرات من المهاجرين بحرا نحو شواطيء إيطاليا. عام كامل قضته في "رحلة" الهجرة المدمّرة، آلاف الدولارات دفعتها هي وأسرتها لعصابات التهريب، لتغرق على بعد خطوة واحدة من وصولها لبر الأمان الأوروبي المنتظر، في أبريل ٢٠١٢.
الرواية صادمة، مبكية، واقعية، تتعلم من خلالها أن تفهم قصة اليائسين الذين دفعتهم أهوال حياتهم لركوب البحر طلبا للحرية، غير آبهين بأن البحر نفسه قد يكون قاتلهم.
إن ظننتَ أن حياتك صعبة وبائسة، أنصحك بقراءة هذه الرواية. لربما غيرت رأيك، وشكرت الله على ما أنعمه عليك وحُرم منه آلاف البشر.
قراءة في رواية (لا تقولي أنك خائفة)
تمت مراجعته من قبل علا من غزة
في
أبريل 13, 2017
تقييم:
ليست هناك تعليقات: