في الحلقة السابقة من مسلسل العودة .. حكيتلكم عن الاحداث والنوادر الي صارت معايا على الجانب المصري من معبر رفح
صار الوقت عشان نكمل الحلقة الاخيرة من المسلسل : معبر رفح الجانب الفلسطيني
كنت ركبت الباص المصري مع باقي المسافرين .. وهادا الباص الي رح يتوجه فينا عبر السياج الحدودي لمبنى الجانب الفلسطيني من المعبر
هالمرة الناس كانت تعبانة جدا وماحدش كان طايق حدا .. والولاد الصغار ناموا في الباص من كتر التعب والانتظار ..
بعد ما كمل العدد وكل الفوج صار موجود بالباص .. اتحركنا وأخيرا والكل التقط الأنفاس الاخيرة من هوا مصر .. استعدادا لدخول سجنهم المحبب ... قطاع غزة
بعد دقيقتين او ثلاثة .. اتوقف الباص .. وبدأوا الركاب بالنزول.. كان فيه ساحة معرّشة وفيها كراسي .. وكانوا حاطين في النص كرتونة فيها زجاجات مية متلجة.. الصراحة فعلا الواحد كان ريقه نااااشف .. واخبرنا احد الضباط انو نقعد نستنى شوية لغاية ما ينادي علينا عشان ندخل الى داخل الصالة
لفت نظري واحنا قاعدين .. انو كان فيه مجموعة من عمال المعبر "لابسين زي موحد" .. وبينزلوا الشنط من الباص وبيحطوها على السير الالكتروني للتفتيش
وهادي اللقطة الأولى الي خلتني ابتسم فيها واحس اني صرت في بلدي!
نادى علينا الضابط .. خبّرنا انو البوابة الكاشفة المعادن المعتادة رح تكشف كمان عن اي ارتفاع في درجة حرارة اي واحد فينا .. وكانت هادي اللقطة التانية ..
وبدأنا ندخل
جلسنا .. امامنا تلفزيون مفتوح على قناة الأقصى .. وبديت انا اتأمل في القاعة من حواليا .. وداعبت مخيلتي ذكريات الطفولة والفلاشباك في هادا المكان .. وقعدت اقول سبحان مغير الأحوال !!
هي هي نفس الصالة الي كنا نعبر منها أيام ما كانوا اليهود بيفتشونا .. وهي هي نفس الصالة لما صارت الشرطة الفلسطينية وحرس الرئاسة هما الي موجودين على المعبر .. وهي هي نفس الصالة الي واقفين عليها اليوم الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس
لغاية صوت الشرطي أمامنا ما قطع حبل تأملاتي وهو بيطلب منا تسليم جوازات السفر للتدقيق .. على مكتب جالس عليه ضابطين معاهم الأختام والأوراق
بعد شوية نادوا اسمي .. وسلّموني الجواز .. وتحركت نحو القسم الآخر من القاعة لاستلام شنطي
وهنا اللقطة التالتة ..
لقيت سير الشنط زي هادول الي بيكونو في المطار .. بيلف .. وعليه حقائب المسافرين بمنتهى النظام
وعلى الجنب مجموعة من العربيات المعدنية لحمل الشنط .. أول ما بدأت الاقي شنطي "الثقيلة جدا" وانزلهم عن السير.. قرّب مني واحد من موظفي المعبر "بنفس الزي الي شفته في اللقطة الاولى" وحكالي ,, يا أختي شاوريلي انتي على شنطك وانا حاجيبلك اياهم على العربية
فيك الخير والله ...الظاهر كان مبين عليا خيخة ومش عارفة اشيل حالي عشان اشيل الشنط :p
وبعدين مشي معايا بالعربية لغاية مكتب الجمارك .. وهناك سألني الموظف عن امتعتي .. وطلب مني افتحله اصغر شنطة فيهم كنوع من رفع العتب .. حكيتله انا طالبة وهادي كلها اغراضي الشخصية
قاللي اتفضلي وحمد الله ع السلامة
بمجرد ما طلعت من القاعة .. ولفحتني أول نسمة هوا على الباب الخارجي .. لقيت حالي ببكي ! من دون مقدمات
اخدت نفس عمييييييق .. ومسحت دموعي عشان ما حدش يضحك عليا
كان باقي انتظار اخر باص عشان ينقلنا من مبنى المعبر الى خارج البوابة الخارجية .. لعند ساحة تسمى "سعد صايل" وهي عبارة عن ساحة لتجمع التاكسيات .. وكمان سيارات الناس المستقبلين لأقاربهم العائدين .. بعيدة عن معبر رفح بمسافة حوالي ثلاث دقائق بالباص
انا ولسوء حظي كان صار عطل طارئ بسيارة والدي منعته من انو يجي وياخدني
المهم .. لما نزلت من الباص كان فيه عدد كبير من سيارات الاجرة بلونها الاصفر المعتاد لسيارات الاجرة في غزة .. بمجرد ما قلت انا رايحة على غزة "المدينة" لقيت واحد من السواقين بيشاورلي على سيارته وبياخد من ايدي الشنط ..
وبعد كم دقيقة انطلقنا من رفح باتجاه مدينة غزة
الطريق اخدت تقريبا خمسين دقيقة .. على شارع صلاح الدين
خلال الطريق طبعا كنت بلتفت وباندهاش لكل منظر مبنى مقصوف او كومة من الهدم .. السوّاق لاحظ اندهاشي .. وبمجرد ما عرف اني اول مرة اجي على غزة بعد الحرب .. امسك بميكرفون المرشد السياحي .. وصار يحكيلي واحنا ماشيين عن المباني ع الطريق وعن الحرب وعن بيته وعن البلد .. حكالي انو الناس خلص بطّلت تحكي عن الحرب وصارت احاديثهم الاساسية عن المصالحة وحماس وفتح.. عن المصاري والشغل وهموم تدبير امورهم اليومية
الساعة 5 عصرا
واخيييرا
وصلت بيتنا :)))
ولحظة اللقاء مع اهلي مش ممكن اعرف اوصفها
بس ممكن اختصرها بكلمتين
كل التعب فجأة تبخر !
وبدكم تقولو عني راديو وانفتح حكاوي وقصص ما بتنتهي ومغامرات واسئلة واجوبة عن سنتين من عمري وعن بلد استضافتني وعن ناس تآخيت معاهم
وما في احلى من هيك مشهد ختامي ... ولا أحلى من هيك نهاية
العودة إلى غزة: ذكريات وطرائف 3
تمت مراجعته من قبل علا من غزة
في
ديسمبر 21, 2009
تقييم:
الحمدلله على سلامتك :)
ردحذفحمدالله علي سلامتك ياقمر
ردحذفاستعدادا لدخول سجنهم المحبب ... قطاع غزة ""ليه شبهتى غزة بسجن
ردحذفحمدالله على السلامة ...
تحياتى
سلام يا الحلا كلو انتى الحمدلله وصلتى بسلامة شوفتى اهلك بس اختك نفسها تشوف اهلها ان شاء الله عما قريب بنزل غزة يبرد قلبي 0بنسبه لوصفك معبررفح صار فى نظام 0 بدى اقول انتى انتى فيكى كتير من شخصيتى لدرجة 90 باالمية حتا بيتك قريب من بيت اهلى اختك علا عدنان مقيمة فى الرياض
ردحذفبمجرد ما طلعت من القاعة .. ولفحتني أول نسمة هوا على الباب الخارجي .. لقيت حالي ببكي ! من دون مقدمات
ردحذف________
أنا كمان عيطت قبل ما أخلص الجملة دي..
أنا فاكرة وقت الحرب و إنتي بعيد و كأنك هناك و قلقك الزايد على أهلك هناك
مش عارفة أقولك غير سامحينـا .. و الله ما لينا ذنب
عود أحمد
ردحذفيا رب المرة الجاية نيجي نزورك في غزة دون معابر
اللعم آمين
السلام عليكم
ردحذفالحمد لله علي السلامه
وتتهني مع اهلك وسجن غزة
نورتي غزة
يا مرحبا يا مرحبا، الحمد لله على السلامة :)
ردحذفحمدلله على السلامة..
ردحذفوإن شاء الله كل أهل غزة وكل الفلسطينيين يعودوا لديارهم
عن جد.. تصويرك للعودة مؤثر جداً.. الله يزيل كربكم
-----
وهنا رؤيتي لطفل غزة http://ahmadalshatir.blogspot.com/2009/12/27-2008_27.html
اسمحيلي اختي علا انا اول مرة اعلق في مدونتك سمعت عن مدونتك كثيرا وعن ققصك الغزاوية
ردحذفبجد احس غزة سجن كبير الى متى ستبقون في هذا السجن؟
تحياتي لك
صدقيني رغم مرارة العودة ورغم قسوة الطرق ولكن تبقى لها احاديث وذكريات رائعه لا تنسى
ردحذفكلماتك كانت مشوقة ورائعه
تمنياتي لكِ بمستقبل رائع
وتعيشي وتحكيلنا :)
حمدالله علي السلامة
ردحذفIsam
ردحذفالله يسلمك يارب :)
اسراء
الله يسلمك يا جميلة :))
Well
قلت عن غزة سجن لأن هو التوصيف الانسب لغزة في حالة الحصار الي فارضينها اليهود على معابر القطاع من سنة 2005 ومستمرة حتى الآن
تحياتي
علا عدنان
اهلا فيكي عزيزتي وان شالله بتشوفي اهلك عن قريب وبتنوري غزة بس وهي مستقرة ومرفوع عنها الحصار ان شاء الله
بيشرفني تشابه شخصياتنا .. وواضح التشابه حتى في الاسم :)
تحياتي
تسنيم
معلش يا تسنيم .. بجد انتي قاسية على نفسك .. هوني عليكي ومش محتاجة تطلبي لا سماح ولا غيره .. والله مش قصدي اعيطك ولا ادايقك عزيزتي
عصفور طل من الشباك
ان شاء الله قريبا يا عزيزتي .. بتنورنا وبتشرفونا في بلدكم
فؤاد
وعليكم السلام
الله يسلمك .. اكيد سجن غزة هو احلى مكان بالعالم طالما فيه اهلنا واعزائنا
نورك كفاية :p
أحمد نصر
شكرا شكرا الله يسلمك :))
يوتوبيا
الله يسلمك شكرا
هي للأسف العودة دائما بتكون صعبة ومستهلكة للاعصاب لكن هو هيك واقعنا .. ولقاء الاهل بالنهاية بيمحي كل اثار التعب والمشقة :)
أيمن الظريف
اهلا فيك بأول تعليق .. اما بالنسبة لسؤالك .. سجن غزة موجود وهو امر واقع علينا .. ربنا وحده بيعلم الى متى
تحياتي :)
حازم
شكرا اخي:) صحيح كلامك .. القصص ما بتخلص وبالنهاية كلها تجارب تضاف لسجل حياة الواحد فينا ..
تحياتي :)
posy cat
الله يسلمك :)
جميلة تفاصيل الرحلة على قد التعب و المعاناة الى فيها
ردحذفممكن نسميها يوميات
و جميل انك تسجلى الاحداث دى
هو انتى درستى ايه و درستيه فين
الحمد لله علي سلامتك علا
ردحذفمع انها متأخرة ^^
وإن شاء الله بتتغير الأحوال
لما تزال الأنظمة الفاسدة
:)