*هذا المقال نُشر أولا على موقع ساسة بوست
------------
استيقظ مستخدمو موقع التواصل الإجتماعي تويتر اليوم على خبر رحيل زميلهم المغرد والمدون والكاتب المصري الشاب باسم صبري, وهو من أبرز الشباب المؤثرين الذين برزت أصواتهم على مواقع التواصل الإجتماعي عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. وقد جدد خبر رحيله أحزان العديد من أصدقائه لذكرى راحلين آخرين, شكّلت وفاتهم المفاجئة صدمة وحالة من الحزن والأسى لكل من عرفهم أو لم يعرفهم شخصيا. دعونا نتذكر أبرزهم في السطور القادمة.
باسم صبري
توفي مساء أمس عن 31 عاما إثر تعرضه لغيبوبة سكّر مفاجئة أدت إلى سقوطه من شرفة شقته التي تقع في الطابق السابع لعمارة قيد الإنشاء. عرف باسم صبري بنشاطه السياسي ومشاركته في الثورة المصرية منذ أيامها الأولى, وعمل على نقل كل ما يجري باستمرار عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر, وتميز بعقلانيته وتوازنه وعمق تحليلاته وآرائه السياسية إزاء ما يجري في مصر وفي مختلف البلاد العربية.
كان باسم يحظى بمتابعة وصداقة واحترام الكثيرين من جنسيات واتجاهات مختلفة, وأثّرت كتاباته في قراء مقالاته المنشورة في مدونته بالإضافة لمواقع إخبارية مرموقة كالمصري اليوم والمونيتور وفورن بوليسي. هو عضو لجنة الإتصال السياسي في حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي, وكان عضوا في حزب الدستور.
آخر تويتة كتبها باسم صبري في حسابه على تويتر:
إذا كان الجميع قد فقدوا عقلهم، فكيف يعرف المرء انه هو كذلك لم يفقده؟
— Bassem Sabry باسم (@Bassem_Sabry) April 28, 2014
نادين شمس
رحلت الكاتبة ومؤلفة السيناريو نادين شمس يوم 22 مارس 2014 الماضي عن 42 عاما, وجاءت وفاتها إثر مضاعفات حدثت نتيجة لعملية جراحية كان من النفترض أن تكون بسيطة, وقد شابت وفاتها شبهة الإهمال والخطأ الطبي, مما دعى بزوجها التقدم ببلاغ للنائب العام ضد المستشفى الخاص الذي أجرت به عمليتها المميتة.
وقد شكلت وفاتها المأساوية صدمة لكثير ممن عرفوها وتعاملوا معها, ليس فقط لإبداعها الفني ومشاركتها في كتابة العديد من المسلسلات والأفلام الناجحة, بل وأيضا لنضالها السياسي, فقد كانت عضوة بحزب التحالف الشعبي الإشتراكي وشاركت في الثورة منذ أيامها الأولى, وعرف عنها أصدقاؤها المقربون إيمانها بالحق وشجاعتها في مواجهة الظلم والاستغلال.
إعلان الفيلم القصير الذي لم يعرض بعد (1984) وشاركت نادين شمس بكتابته مع المؤلف أحمد حداد
محمد رمضان
أعلنت وفاة المخرج الشاب محمد رمضان بعد العثور على جثته يوم 19 فبراير 2014 الماضي بعد تعرضه ومجموعة من أصدقائه لعاصفة ثلجية خلال رحلة كانوا يقومون بها في جبال سانت كاترين, وقد جذبت الحادثة انتباه مستخدمي التواصل الإجتماعي واستمرت دعواتهم لعدة أيام على أمل العثور على المفقودين أحياء, إلا أن الحادثة انتهت بالعثور على أربعة شباب في حالة صحية حرجة, وأعلنت وفاة أربعة آخرين متجمدين من البرد, ومن بينهم محمد رمضان.
وقد يكون محمد قد حظي بالكم الأكبر من الرثاء وأثرت وفاته تحديدا في حالة صدمة وحزن شديدين, قد يفسّر بمتابعة الكثيرين لرحلاته وجهوده التطوعية وعمله الخيري في العديد من محافظات مصر ومناطقها العشوائية والمهملة, وكانت له عدة مبادرات لمساعدة المشردين وتسلية الأطفال وتوزيع المساعدات على الفقراء, كل هذا في صمت تام وابتعاد عن الظهور في وسائل الإعلام كما كان يفعل العديد من النشطاء الآخرين.
صورة نشرها محمد رمضان عبر حسابه في فيسبوك أواخر العام الماضي, تجمعه بمجموعة من الأطفال في إحدى قرى الفيوم. |
علي شعث
مهندس البرمجيات المصري الفلسطيني, مؤسس الجمعية المصرية للبرمجيات مفتوحة المصدر, ومؤسسة التعبير الرقمي العربي (أضف). توفي يوم 4 ديسمبر 2013 عن 45 عاما إثر تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة. وبالرغم من أنه لم يكن من الناشطين في استخدام موقع تويتر, إلا أن الكثير من رواد هذا الموقع من مختلف الجنسيات العربية كانوا يعرفونه تمام المعرفة, نظرا لنشاطاته وإسهاماته المستمرة في مجال تكنولوجيا المعلومات, وعمله على رعاية أفكار الشباب المبدعة وتشجيعهم على تحقيقها على أرض الواقع.
ويذكر له دعمه المباشر بالأفكار والتشجيع للشباب القائمين على مشاريع صعيدي جيكس, راديو جرامافون، حكاوي التحرير، مدى مصر , مصرّين, صوت النوبة، والجمعية المصرية للتوحد, فضلا عن دوره المباشر تنمية مواهب العديد من الشباب ليصبحوا مدونين وصنّاع أفلام, عبر تدريبهم في معسكرات التعبير الرقمي التي تقيمها مؤسسة (أضف) سنويا.
ولذلك فقد شكّل رحيله المفاجئ صدمة للعديد من الناس الذين ألهمهم بنشاطه وتفاؤله, وبث فيهم الأمل لتغيير واقعهم ومجتمعاتهم وتحقيق أحلامهم.
حديث علي شعث في مؤتمر TEDxCairo عام 2012 عن ممارسة التغيير والثورة
هاني درويش
توفي الصحفي هاني درويش في 30 يوليو 2013 عن عمر يناهز 39 عاما نتيجة لهبوط حاد في الدورة الدموية. عمل هاني مراسلا لوكالة دويتش فيله الألمانية, ونشرت له مقالات عديدة في وسائل إعلامية مختلفة مثل الحياة اللندية وجريدة المستقبل, وصحيفة المدن الإلكترونية.
عرف بحبه للحياة ومرحه ودماثة خلقه ودفاعه عن حقوق الصحفيين ومساندة قضاياهم. عمل على تدريب الصحافيين الجدد على كتابة التقارير الصحفية, لذلك أطلقت مؤسسة أولاد البلاد جائزة بإسمه "جائزة هاني درويش للصحافة الشعبية" تقديرا لدوره في تشجيع الشباب من الأقاليم على دخول عالم الصحافة.
سيد فتحي
رحل المحامي سيد فتحي في 15 مايو 2013 إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة, وكان يبلغ من العمر 45 عاما. عمل مديرل لمؤسسة الهلالي للحريات, وكان عضوا في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. يعرفه العديد من النشطاء والحقوقيين لعمله المستمر طوال حياته المهنية في الدفاع عن حقوق العمال والترافع في قضايا المتظاهرين وشهداء الثورة وسجناء الرأي, وأطلق عليه لقب "نصير الضعفاء".
البقاء ل اللة توفي اليوم المحامي سيد فتحي زميل النضال والكفاح وتلميذ نبيل الهلالي و من مؤسسي حبهة الدفاع عن متظاهري مصر.الصدمة كبيرة يارب
— Ragia Omran (@rago_legal) May 14, 2013
استاذ سيد فتحي عمره ما اتاخر عن الدفاع عن مظلوم او حتي مساندة ،كان بيجي معانا المشرحة وبيروح الاقسام والنيابات حتي وهو مريض
— Maha Maamoun (@MahaMaamoun) May 14, 2013
سيد فتحي، النبيل تلميذ النبيل، مات في عز الاشتباك، وفي عز العمر. محامي الشهداء ذهب إليهم بنفسه. رحمه الله وعزائي لمحبيه أينما كانوا
— مريد البرغوثي (@MouridBarghouti) May 14, 2013
محمد يسري سلامة
غيّب الموت الدكتور محمد يسري سلامة يوم 24 مارس 2013 عن عمر 38 عاما, قيل أن وفاته جائت لسوء حالته الصحية وصراعه مع المرض بسبب تعرضه لميكروب في المعدة. عمل باحثا ومترجما بمكتبة الاسكندرية بالرغم من دراسته لطب الاسنان, له مؤلفات قيمة لتصنيف وأرشفة المخطوطات الدينية القديمة لكبار العلماء المسلمين مثل ابن تيمية.
عرف محمد يسري سلامة على تويتر لمشاركته في ثورة يناير, ثم عمله متحدثا بإسم حزب النور السلفي, ثم معارضته للحزب واستقالته منه ليشارك في تأسيس حزب الدستور , وحركة سلفيو كوستا. عرفه متابعوه بالفكر الثوري المستنير, ومثّل نموذجا يحتذى للشخص ذو التوجه الإسلامي السلفي والمنفتح في ذات الوقت على كافة الأطياف الفكرية والسياسية المختلفة, بل وأنه أعلن صراحة عن معارضته لنظام الإخوان المسلمين خاصة في المواقف التي ابتعد فيها النظام عن مطالب الثورة.
آخر تويتة نشرها محمد يسري سلامة على حسابه في تويتر
إن كان حظي في الحياة قليلها...فالصبر يا مولاي فيه رضاكَ
— محمد يسري سلامة (@MYousrySalama) March 16, 2013
ريم نصار
عرفت بإسم "ريم قلب الأسد" ولقبها أصدقاؤها بـ"ثائرة الصعيد". توفيت في يوم ميلادها الموافق 22 نوفمبر 2012 عن 33 عاما في حادث سيارة مأساوي أثناء عودتها لمدينتها أسيوط, بعد أن قامت بالمشاركة في ذكرى محمد محمود وزيارتها للمصاب في حينها, الشهيد محمد جابر المعروف بـ"جيكا".
هي من الأعضاء المؤسسين لحزب الدستور, وشاركت في تأسيس الحركة الثورية في أسيوط ضد نظام مبارك والعادلي في زمن سبق قيام ثورة يناير, حيث شاركت بفعالية في الجمعية الوطنية للتغيير عام 2010.
وقد أصابت وفاتها العديد من أصدقائها بالصدمة والحزن, خاصة أولئك الذين عرفوها بشكل شخصي. حيث كانت لها مساهمات إنسانية عديدة, ولم تتأخر أي حضور أي نشاط على الأرض لدعم المعتقلين السياسيين والمصابين خلال أحداث الثورة.
آخر تويتة نشرتها ريم نصار على حسابها يوم وفاتها
#مرسي هياخد قرارات مهمه ف يوم ميلادي وانا اصلا بتشائم من اليوم ده فربنا يستر بقي ويعدي اليوم ع خير
— ريم قلب الأسد (@ReemNASAR) November 22, 2012
شباب مؤثرون فجعوا تويتر برحيلهم المفاجئ
تمت مراجعته من قبل علا من غزة
في
أبريل 30, 2014
تقييم:
ليست هناك تعليقات: